البعد الفلسفي للسلام
اطلالة في المشهد الفلسفي العام للسلام
منذ أقدم العصور وتاريخ البشرية مترع بكل حماقة واراقة دماء وآثام متنوعة وجرائم تتلون وتتعدد حتى وقتنا الراهن وخلال كل ذلك كانت معاهدات السلام هي فسحة وهدنة مؤقتة تسحب البشرية انفاسها نوعا ما ليعاد العنف من جديد وبوتيرة عالية جدا ولحد الان نرى صوت العنف عاليا وتتمسك به الدول وتتفنن بسبل الاكراه والضغوط كي تحقق أهدافها الاستكبارية الظالمة
أزاء ذلك قام كبار الفلاسفة بالتصدي لهذه الظاهرة فنبذوها وأعلنوا دعواتهم الثورية التحريرية للتخلص من أسر هذا الواقع الأليم وتجاوزه وقدموا لنا تصورات عن خصائص المجتمع الفاضل وسماته.
ويمكن اجمال المشهد الفلسفي للسلام عبر الفلاسفة بما يلي
1- لقد دعا أفلاطون في جمهوريته وفلسفته المثالية إلى التعالي على منطق الواقع الفعلي وتجاوزه
2- دعا الفلاسفة الرواقيون إلى أهمية التحرر مما يفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان من فروق في اللغات والأديان والأوطان وذلك من منطلق إيمانهم بدور الدستور الأخلاقي في حياة الناس واكدوا ان الاخلاق دستور مانع بتكوينه سلوك مهيمن يواكب الفطرة الإنسانية
3- دعا أغسطين الذى رأى أن التعاليم المسيحية كفيلة بتحقيق الدولة المثالية أو مدينة الله ،
4- دعا الفارابي في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة " إلى أهمية التعاون بين البشر والمشاركة الفعالة التي تحقق السعادة واستمد دعوته هذه من الدين الإسلامي الحنيف الذي ينص صراحة على تكريم الإنسان وتفضيله على كثير من مخلوقات الله ويدعو إلى مكافحة نوازع العصبية والشعوبية والاتجاه إلى الجامعة الإنسانية التي تربط بين البشر جميعًا أفرادًا أو شعوبًا لأن الناس على اختلافهم فيما بينهم قد خلقوا من نفس واحدة فهم متحدون في الأصل والمصير وواجبهم لذلك أن يتعارفوا أي تنشأ بينهم صلات المعرفة الواعية والمعاملة الحسنة
5- لقد اهتم الفيلسوف الألمانى كانط بمسألة السلام والشروط الضرورية التي تنهي الحرب بين البشر وتحسم ظاهرة العنف وتقضي عليها في العالم وفي سبيل ذلك قدم كانط رؤية مستقبلية تحقق أحلام البشرية وآمالها في السلام ، رؤية توفق بين استقلال الحكومات التام والجوهري وبين تنظيم دولي يكفل تمامية هذا السلام ، رؤية تعبر عن شرور الحرب وأهوالهما وكل هذا بقصد واعتدال وإدراك للضرورات التاريخية.
6- يرى المفكر المصري عثمان أمين في هذه الرؤى تعبيرًا عن آمال كبيرة للنفوس متفائلة ومثلاً أعلى يرسمه ذهن كبير محيط عرف بؤس الناس وفساد الطباع ولم يغب عنه أن الماضي ممهد للحاضروآمن بأن مستقبل الإنسانية يمكن أن يكون أسعد من ماضيها وعلينا أن تخضع أمور السياسة لقانون الأخلاق وأن نصغي إلى صوت الضمير وإلى ما في الطبيعة والتاريخ من توجيهات.
تعليقات
إرسال تعليق