<< تغريدة البلبل >>
اِشْتَقْتُ نَبْرَةَ تَغْريدَةِ البُلْبُلِ
سَاقِيَّتِي رُوحَ نَشْوَةِ الثَّمِل
طُفْتُ وَهْماً أَتَأمَّلُ ثَرَى الطَّلَلِ
أُناجِي ذَات السَّاقِ المُخَلْخَلِ
لِذِكْرى مَاضٍ لِلْعِشْقِ المُكَلَّلِ
كَتَبْنا الحَياةَ بِحُروفِ الأَمَلِ
وَعَزَفْنَاهَا بِأَوْتارِ الهُيامِ المُعَسَّلِ
يَومَ كُنّا مِدادَ اليَراعِ المُتَسَللِ
اِبْتَسمَتْ نَسِيمَ عَبيرِ القُرُنفُلِ
ولَأْلَأَ مُحَيَّاهَا ثَوْبُها المُهَلْهَلِ
تَوَرَّدَ الخَدُّ بِهَدْبِ المُقَلِ
وتَزَيَّنَ كَلْكَلُها بِعاجِ القَبَلِ
سَحَرَنِي سَوادُ شَعْرِها المُسَبَّلِ
وَحَيَّرَ جَمَالُهَا لُبَّ المُتَحَمِّلِ
تَرَبَّعَتْ عَرْشَ قَلْبِ العَاهِلِ
مَلَكْتُ جِسْمَها عَرِينَ المُجَلْجِلِ
يُتَوِّجُنِي هِزَبْر الغَرامِ المُدَلَّلِ
فَتَهابُنِي سِهامُ لَواحِظِ النَّابِلِ
أَحْمِيها أنْيابَ الذِّئبِ المُضَللِ
وَمِنْ شَرِّ حَسَدِ عُيونِ الأَخْبَل
أُدَثِّرُها دِرْعَ الفَارِسِ المُقاتِلِ
كَحَبَّاتٍ يَحْرُصُها شَعَاعُ السُّنْبُل
لَوْلَاهَا مَا رَفْرَفَ جَنَاحُ المُهَلِّلِ
وَلَا كانَتْ زَهْراءُ الوَجْهِ لِلْمُتأمِّلِ
تعليقات
إرسال تعليق