بقلم / د.جمال الخابوري
العنصرية المقيتة !!
اعزائي هناك مقولة ومثل منتشر يقول (انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ! )هذه المثل المنتشر في مجتمعتنا العربية هو مثل ومقولة خاطئة وتعبير فاضح عن العنصرية الجاهلية المقيتة وهي سبب من اسباب فساد المجتمعات ، فكيف تكون مع اخيك ضدك ابن عمك ؟ اذا كان اخوك ظالم او مخطىء ، وكيف تكون مع ابن عمك ضد الغريب ؟ اذا كان ابن عمك هو الظالم ، اين العدالة والانصاف ، فقد قيل في الحديث ( انصر اخاك ظالماً او مظلوماً ) فقالوا يارسول الله ننصره مظلوماً نحن معك ، فكيف ننصره ظالماً ؟ قال الظالم تردوه عن ظلمه اي تمنعونه ان يظلم الناس .
في الجاهلية كانوا يفتخرون بهذا المثل ، وظهر ذلك من خلال الشعر ، يقول الشاعر الجاهلي
وما انا الا من غزيةٍ ان غوت
غويت وان ترشد غزية ارشدِ
ومعنى غزية القبيلة او العشيرة فهم مع القبيلة في الصح والغلط بغض النظر عن الحق والعدالة وهذا مايسبب الحقد والضغينة في المجتمع بسبب الظلم الذي يقع على الاخرين ، تخيل لو ان احداً ظلمك رغم ان الحق معك بسبب تكاتف الاخرين معه بسبب القرابة او المصلحة، فيضيع حقك فما هو شعورك ؟ من الطبيعي سيتولد لديك الكره والقهر الداخلي لعدم انصافك ، وبالتالي سينعكس ذلك على سلوكك ضد المجتمع ، للاسف الشديد ونحن مسلمين نطبق هذا المثل الجاهلي في مجتمعاتنا ، وديننا يحثنا على العدالة والانصاف في كل المجالات من اجل استدامة الحياة الكريمة ، واخذ كل ذي حق حقه بغض النظر عن الاحزاب او المصالح التي تجعله يقف مع الظالم .
اعطيكم مثال شاهدته امام عيني .
كان في احدى الشركات العربية الكبرى يعمل فيها مسؤول امريكي واراد تكليف احد الموظفين كمهندساً لادارة مشروع جديد وكان من ضمن الموظفين في الشركة مهندسا اخاً للامريكي وكان ايضاً هناك من ضمن الموظفين بالشركة مهندساً مواطناً وكانت بين الامريكي المسؤول والمواطن مشادة سابقة في امور شخصية لكن عندما اراد تكليف مهندساً طلب المواطن وكلفه بهذا المشروع ولم يكلف اخاه الامريكي فتعجب المواطن فقال هل سامحتني على ماكان بيننا من خلافات شخصية ولماذا لم تعين اخاك فرد الامريكي الموضوع الشخصي بيني وبينك باقي ، لكن في امور العمل اخترتك لانك اجدر واكفأ من اخي .. فهل هذا يحدث عندنا نحن المسلمين العرب ؟؟؟ وقس على ذلك امور كثير تحدث في اعلى المستويات وادناها بسب العنصرية وصلة القرابة والمصالح التي تؤدي الى تفكك المجتمع وهذا واقع ملموس ، فالشمس لا يحجبها غربال ، والكل يعلم هذه الحقيقة المرة . لانطلب الا ما حثنا عليه ديننا الحنيف ، وهي العدالة والانصاف والسمو والرفعة بتعاملتنا اليومية مع بعض ، بغض النظر عن القرابة والمصالح الشخصية ، فربا اخاً لك لم تلده امك ، يقدم لك خيراً لم يقدمه لك اخاك او قريبك . العدالة مطلب ضروري لنعيش بسلام ونحقق الرقي والتقدم .
وشكراً لكم اعزائي الكرام .
تعليقات
إرسال تعليق