ومِن بعدِ ما كُنَّا سُكارى بلا خمرِ
نُسقَّى ( الهوى مِن حيثُ ندري ولا ندري )
نصيدُ الهوى لو كان في الجوِّ طائراً
لِنقتاتَه مِن أوَّلِ الليلِ للفجرِ
نُراقبُ خَطوَ الحُبِّ حتَّى إذا دنا
عليه قبضنا ثمَّ سُقناه للأسرِ
و في خِدْرِنا رُحنا نُعاقِرُه معاً
و نَحسو و لا نبغي انعتاقاً مِن السُّكرِ
بعيداً عنِ الفُصحى ولفظٍ مُنمَّقٍ
و عن كلِّ معسولٍ مِن النَّثرِ و الشِّعرِ
نُشاكسُنا و الرُّوحُ جذلانةٌ بنا
فلا حزنَ في قلبٍ و لا همَّ في صدرِ
إلى أنْ أغاظَ الدَّهرَ عيشٌ مُفردَسٌ
و مِن تحتِه أنهارُ وصلٍ بنا تجري
فأنشأَ يغتالُ الوِصالَ بفُرقةٍ
تُفرِّقُ بين الإبتسامةِ و الثَّغرِ
بكينا فأبكينا المجرَّاتِ كلَّها
لهولِ الذي قد حلَّ بالشمسِ و البدرِ
سنصبِرُ حتَّى يقضيَ اللهُ أمرَهُ
فهل مِن مَعينٍ في الفِراقِ سوى الصبرِ ؟
إذا ما لبستِ العُسرَ يا نفسُ بُرهةً
فما بعدَ ثوبِ العُسرِ ثوبٌ سوى اليسرِ
دريد رزق
تعليقات
إرسال تعليق