مظلمة الحب
يامن لها بهوىً جَورٌ ومظلمةٌ
رِفقاً بقلبي فإن فارقتِهِ سُحِقا
ما بالغرامِ إذا زلٌّ يُبَدِّدُهُ
أين الفداءُ لِحبٍّ أين من رَفَقا
فديتُ حتّى يكادُ القلبُ يقتلُني
ما عادَ فيهِ دمٌ بل إسمُ من عشِقا
كانت حروفَكُمُ تسري بأوردتي
ما زلتُ أروي صداها معظمَ الرُفَقا
ما خلتُ شوقيَ للأحضانِ يأسرني
في آخرِ العهدِ فيهِ القلبُ قد حُرِقا
ما بالُ ثغرِكِ قد كانت مباسِمُهُ
لما سوايَ فلا يغدو ولا خُلِقا
قد كان في كنفِ الأحبابِ متَّسَعٌ
من دونِ ما قِصرٍ إذ يحتوي الأُفُقا
وكم ليالٍ سرى في ناظري ولعٌ
فيها أُنادِمُ للمحبوبِ ما اتَّفقا
عجبتُ إذ ضُيِّقت دنيايَ من سعةٍ
حتى وفي بصري استصغرُ الطُرُقا
في وحدةٍ وكئيبُ الصدرِ في كَدَرٍ
واليأسُ يقتلني والقلبُ قد فُتِقا
أُنسٌ يسامرني كانت بنغمتها
غدا الفؤادُ نديمَ النوحِ ما افترقا
في حسنها حَوَرٌ والثوبُ في عَبَقٍ
والمسكُ في قربها كم يحمل القلقا
كانت وكنّا وبدر الليل سامرنا
والبدر من دونها يبدو كأنْ مُحِقا
اذ كان عشقٌ لها قد فاق مهجتها
فيه صنوف الهوى إذ تُنشدُ الألقا
ما كان للمرِّ عند القربِ من أثرٍ
وقد غدا المرُّ للأذواقِ مُتَّفِقا
ما كان يعلم قلبي للبكا سبلا
حتى غدا في نحيبٍ سيّدا حَذِقا
واعتاد قلبي لذيذ الشّهد من فمها
اضحى اصطباري على فقدانه نزقا
أمسى صدودك يا سُعدى يمزقني
والسعد منكِ سعادٌ لحظةً خُرِقا
ماخلت عهدا قضى مابيننا بدمٍ
يغدو لزلٍ على النّسيان قد عَلِقا
الحب أينع كالأزهارِ مبهجةً
والصّدُّ شوكٌ إلى الأحشاءِ قد لَحِقا
كم من حروف لها في خافقي نُظمت
لو أنّها في مياهٍ أصبحت زُرُقا
وكم ليالٍ غدت في بعدها حِقَباً
وهي القليلُ ومثلي يحمل الغدقا
هل من مجيبٍ من الأحبابِ يقرصني
ماخلتُني واعياً كالحلمِ ما طرَقا
أحكي لمن حَزَني.. ما عاد يَنفعُني
اسماعيل القريشي
الاثنين ٢٠٢٠/٨/٢٤
تعليقات
إرسال تعليق