الإعاقة..
الإعاقة... إعاقة الأخلاق والعقل وليست إعاقة الجسد فكم من إنسان من ذوي الإحتياجات الخاصه صارع النقص بجسده وانتصر عليه وهزمه ونقش نجاحاته بأحرف من نور..
وهنالك أمثلة كثيرة في مجتمعاتنا تصلح أن تكون انموذجا رائعا تقتدي به الناس...
وكم من إنسان كامل الخلقة تراه أمامك إلا أنه ليس له هدف في الحياة وربما يعيش حياة البهائم لا يعي من حياته شيئا سوى الأكل والنوم..!! بل لم يشكر الخالق يوما على تمام خلقته وبعضهم تمادى أكثر على قدرة الله وتراه يعيب على الناس خلقتهم..
أعلم يا من تملك جسد إنسان وقلب خنزير أن الله إذا أخذ شيئا من إنسان عوضه بأضعافه وانظر حولك لتجد أمثلة كثيرة موجودة في مجتمعاتنا عن أناس فقدوا جزءا من أجسادهم إلا أنهم واصلوا الحياة
وبنوا لأنفسهم إسما و وضعا مميزا في المجتمع بل البعض منهم من تميز بعمله وخط نجاحاته بحروف من ذهب... وأصبح مثلا يقتدى به...
فبعضهم أصبح رجل أعمال نجح في عمله وبعضهم اتجه إلى الجانب العلمي ليبدع فيه فحصل على أعلى المراتب العلمية فطموحهم ليس له حدود ولا يمكن لشيء أن يعيق تقدمه ونجاحه وتميزه في مجال عمله
بعضهم فقد النطق والسمع ولكنه لم يقف عاجزا بل دخل معاهد الصم والبكم ليتعلم طريقة الكلام بالاشارة ومواصلة دراسته عن طريق هذه المعاهد واختاروا لأنفسهم خطا مميزا في حياتهم وتميزوا به...
فمن نحن لنقول عنهم معوقون .. إذا قال أحدنا عنهم معوقيين فيجب أن يراجع نفسه لأنه هو المعوق بتفكيره والخلل فيه هو وليس في المقابل..
لدي صديقة تسبقني في الدراسه كان أهلها يجلبوها للمدرسه بكرسي متحرك كونها مشلولة القدميين، لم أرى فتاة بقوة شخصيتها واقبالها على الحياة كنت أستمد قوتي منها، كانت طموحة جدا ومتفائلة بنفس الوقت والإبتسامة لا تفارق محياها عندما تسالها إحدى زميلاتها ماذا تحبي أن تكوني في المستقبل تقول دكتوره من نوع خاص، أنا فهمت ما تقصده بكلامها فابتسمت أما زميلاتها فيتعجبون من قولها فكيف دكتوره وهي غير قادره على الحركة.. ولكنها كانت تقصد أن تحصل على الدكتوراه في اختصاصها وفعلا وبعد أن فرقتنا الحياة وكل ذهب بطريقه بفعل الظروف التي مر بها بلدنا سألت عنها فقالوا أخذت الماجستير وتسعى للحصول على الدكتوراه في علوم الحاسبات ومتميزة بعملها في إحدى الجامعات،
فالطموح لا يعيقه نقص عضو في الجسد بل يعيقه ضعف التفكير.. هؤلاء شريحة كبيرة في بلدنا وخصوصا لتعرضنا للحروب والتفجيرات والإرهاب. الذي يقع على عاتقنا أن نقف مع أخوتنا ونساندهم لا أن نسخر منهم وكذلك تنشئة أبناءنا على ثقافة إحترام وتقدير ذوي الإحتياجات الخاصة وعدم التجاوز عليهم بالألفاظ. أو جرح شعورهم بكلمة...
فألف تحية لكل إنسان أجبره القدر أن يكون من ذوي الإحتياجات الخاصه وأقول له أنت جزء من المجتمع
د. إلهام العبيدي
تعليقات
إرسال تعليق