الدكتور نبيل العريقي يتألق في برنامج دراسات نقدية ابداعية

 بسم الله الرحمن الرحيم 

                     حصريا فقط في 

             الاتحاد الدولي للمثقفين العرب 

قراءات نقدية ابداعية لقصيدة الاديبة والشاعرة العراقية / حذام العبادي 

           《《 اتخذت قراري 》》

عندما يقوم الشاعر بتوظيف دلالات ألفاظ اللون والحركة والصوت في الصياغة الشعرية فانه بذاك يعطي للمعنى ظلالا جديدة ويساهم في تحقيق الانجذاب والإثارة

وعندما يشير الى قضية اجتماعية باسلوب ادبي فانه يتحول الى لغة إيحائية ورسالة رمزية خاصة تعينه على تحقيق الدلالة المقصودة، التي تضفي الى آليات التشكيل البيانية طابعا جماليا على النص الشعري

ولهذا لم يأت استخدام هذه العناصر بقصد التزيين أوالزخرفة أوالتأثيث السطحي للعمل الشعري، بقدر ما كان استخدامها لأداء وظيفة تعبيرية تترجم نظرة الشاعر إلى الذات والحياة، وتحمل رغبته في تشكيل عالمه الخاص بما يلائمه من أصوات وألوان وحركات وبهذا نخلص إلى كون الشاعر قد تجاوز – في تجربته الشعرية -- مستوى إيقاع الإنشاد  إلى مستوى إيقاع الرسم بالكلمات والإشارات حسب الرؤية الحديثة للكتابة الشعرية ومن هذا المنطلق

استطاعت الموهبة الشعرية للاديبة والشاعرة العراقية / حذام العبادي من خلال قصيدتها / اتخذت قراري 

امتصاص العديد من دلالات الفاظ  وعملت على تضمينها  وتوظيفها بشكل فني دال على امتلاك قوى لزمام القول الشعري، ودال أيضا على مقدرة فائقة على تكييف النص  مع السياقات الشعرية  من خلال ترجمة عواطفها وأفكارها ومواقفها بلغة واصفة وبتقنيات أسلوبية 

ولهذا تعد الصور الشعرية في النص الشعري موضوع دراستنا من  أهم العلامات الدالة على مستوى الأدبية والشاعرة في صنعة الشعر  وعلى مدى خصوبة الخيال وأصالة الخلق الفني لديها وبتكار الصورة الشعرية 

ولهذا كانت الصورة الشعرية موضوعا مخصوصا بالمدح والثناء، ووحدها الاديبة والشاعرة العراقية / حذام العبادي هي الوحيدة التي حظيت بمنزلة أسمى استحقت بحدارة الحصول عل درحة امتياز تقديرا لها في طرق قضية اجتماعية وانسانية 

وبهذا الوعي الفني استطاعت شاعرتنا ان تحول نصها الشعري إلى لوحات فنية تتقاطع فيها الأصوات والألوان والحركات، إلى جانب حضور لافت للآليات البلاغية والأساليب البيانية من تشبيهات واستعارات ومجاز، مع توظيف ذكي للغة شعرية متعددة المصادر؛ واقعية الاحداث وزخم الحضور المكثف لبعض العناصر الفنية التي استطاعت عبقريتها تحويلها إلى مثير أو منبه قوي يمارس ضغطا استثنائيا على القارئ حتى يحظى نصها باهتمام خاص

إن حضور الصوت والحركة واللون في تشكيل المادة التصويرية أعطى هذا النص  زخما فنيا كبيرا ووقعا جماليا قويا يزيد من درجة التجاوب والتفاعل بين الأثر الأدبي ومتلقيه

كما أن حضور هذه العناصر التشكيلية عكس أحوال الشاعرة النفسية والوجدانية، بحيث تعتبر هذه الآليات التصويرية جسرا فنيا للدخول إلى العالم الداخلي للشاعرة 

■ وتاسيسا على ذلك سوف نستعرض نموذج فكرة نصها الشعري 

《《 عن غدر الرجل للمرأة وخلق الحجج والاسباب لتركها 》》

 

ليخلق عند المراة حالة من الانكسار، وخيبة امل كبيرة، عتاب ولوعة، تعبر عن الم ووجع نفسي قاتل، معاناة في السر والكتمان، وهذه اصعب معاناة، من هنا بدأت الرحلة الشاقة لنا في تسليط الضوء على قصيدة    

 ( أتخذت قراري .. )  للاديبة والشاعرة العراقية / حذام العبادي 

أنا اليوم اتخذت قراري

ونزعت غشاوة الأوهام من أفكاري

رأيت فيك قبح حقيقة

عباءة مسيلمة وحنكة الحجاج 

من بين كفيك 

أرتشفت سكرات الهوى

وثملت بحلو الكلام و شهده 

فأمنت بك وغفوت ...

ومالي مع النوم صحبة

فأطبقت جفني والرمش هوى 

واطلقت عنان

 الحلم يرسم لوحة

بأنك البشارة تطرق بابي

ففاجئتني بسكين غدر

ولبست ثوب الظن والوسواس

ورميتني بألعن الكلام ومره

فأيقنت 

انك حازم تفتعل الاسباب

ياخادعي حسبك الله بيننا

فكل إناء بما فيه ينضح

فأن ملت لغيري تبيع الهوى

مابعت هواك بدرهم

لكنها ثورة كرامة

فالمرأة تأبى الشراكة في الهوى ..

الشاعرة في هذه القصيدة  تحاكي فقه الواقع 

بصور شعرية تنبئ عن حزن عميق 

في هذه القصيدة تتكلم الشاعرة بلسان المراة  فتتوجه بالعتاب الى رفيق الدرب وهو الزوج لتعلن انه دمرها و اوصلها الى هذه المرحلة المؤلمة

 

لوحة شعرية جميلة، تعكس مشاعر طبيعية لكل امرأة تمر بمثل هذه الظروف الاستثنائية المؤلمة .

 الشاعرة بدورها تعلن تضامنها ووقوفها الى جانب المرأة المظلومة فتصور الزوجة الضحية المتألمة في موقف المكاشفة مع زوجها وتخاطبه بوضوح في قصيدتها (اتخذت قراري) تخاطب الزوجة زوجها وجها لوجه، انك مكشوف وسقط القناع عن وجهك:

كلام صريح وواضح تعبر فيه عن ألمها، وتكشف عن جرحها الذي لا يمكن ان يندمل بسهولة مع الايام، معلنة حدوث الخيانة الزوجية وتأثيرات هذه الخيانة على نفسية المرأة، ومحطات الشد النفسي، والمشاعر الأليمة التي تملأ قلب المرأة وتقلقها

الشاعرة بلسان المراة الزوجة تنادي الزوج بلهجة تهكم واستهجان عندما لا يفهم زوجته، ولا يستوعب تطلعاتها، ولا يدرك مشاعرها، ولا يرقى مستواه الفكري والثقافي ليفهمها،  ليهروب منها ليعيش في عالمه الخاص، لتنتهي الرحلة بالفراق 

🔴 فيا ترى من هو المسؤول على التخفيف من هذه المشاكل التي تسبب التفكك العائلي ؟؟؟؟

اخيرا اتقدم بالشكر للأديبة والشاعرة العراقية / حذام العبادي صاحبة الاحاسيس الصادقة المعبرة عن مشاعر الكثير من النساء اللواتي يعشن مثل هذه التجارب في مجتمعاتنا العربية .

اقول للشاعرة بكل صدق لقد نجحت في طرق قضية اجتماعية و

انسانية محل اهتمام الرأي العام  

وصورك شاعرية تعكس حرارة النفس الانسانية بعفوية وعاطفية وصدق قي التعبير، لا تكلف في شعرك، تنساب الحروف من بين اصابعك، كنبع ماء صاف نقي، أتمنى من الجميع الاستفادة من هذا النص الأدبي الشعري الاجتماعي بامتياز وان ينهلوا من معين مائه الطاهر ما طاب لهم

اخيرا  اتمنى اكون قد وفقت في تحليلي للنص والله الموفق