التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكاتبة ليلى كافي

المرأة كائن إنسانيّ مُختلف...ولا يفهم عالم المرأة إلا المرأة ذاتها...و لكن،كلّ النّساء سواء إلا امرأة صادقتْ كتابا،تلك التي قال عنها"دوستويفسكي":"إنّ المرأة الّتي تقرأ لا تستطيع أن تحبّ بسهولة،إنّها فقط تبحث عن نظيرها الرّوحيّ الذي يُشبه تفاصيلها الصّغيرة"... هذه المرأة التي تعيش بين الكتب هي  الأشدّ ذكاء...مشاعرها : كلمات تكتبها لك متى تشاء، نظرات تسحرك بها بجفاء، إبتسامات تأخذكَ إلى أعلى سماء، ...و تقلّبات قد تجعلها تراك مُجرّد شيء من الأشياء...                              من تحضن كتابا قد تستغني عن حضن رجل، هي أنثى عاشقة لرُقيّكَ قبل وسامتكَ، لعقلكَ قبل قلبكَ، لإحساسكَ بوجودها قبل شرودكَ في جسدها...هذه المرأة تمنعها الكتب من تذوّق معسول كلامكَ، ذاك الذي كَرَعَتْ حُرُوفُهُ من سُمِِّ الهُيام...              منذ سنوات اخترتُ أن أبنيَ عالما جدرانه كتب مُتراصّة لا تترك منفذا لأحد،...كلّما حاولتُ أن أحيد عن حروفه، حاصرتني كتب الفلسفة لأتوقّف عند كلّ المواقف بالتّفكّر والتّبصّر ثمّ أتّخذ القرار....كلّما فُتِحَ بابُ العشق، أغلقته؛ ففي أبواب"طوق الحمامة"ضعتُ في المتاهة و لم أجد نفسي في غرفة من غُرفه المُباحة،....في كتب التّاريخ حضارات أثيرة كانت لأجدادي فيها فتوحات ،كثيرة، لكنّ الماضي لا يعنيني كثيرا فأنا أبحث عن رسم ذاتي لأكون أنا،....في كتب الجغرافيا أرضي مُبعثرة، تتّسع رُقعتها و تضيق حسب سياسة عقيمة اِتّبعها حُكّامنا القُدامى لِتبقى حدودنا الجغرافية رهينة،....في كتب السّياسة لسنا إلا مفعولا به، ننتمي إلى العالم المُتخلّف الذي يُهْدِي خيراته لهؤلاء و يأكل من فتاتهم،....في كتب الطّبّ لن تكون يوما دواء، فمُصادقة هذه الكتب شفاء،والإقتراب منكَ عناء...في كتب الفنون، عشقتُ الأدب و الرّسم و الموسيقى و المسرح و الرّقص و الغناء و....و أنا أتجاوزكَ بجعلكَ مُجرّد لوحة فسيفساء، أُعلّقها على جدار من جدران غرفتي، أبتسم لك و لا أرى فيكَ إلا وهما جميلا،..هو وَهْمٌ يموت صباحا ليُبْعَثَ من جديد و يحيا فقط في المساء...                                                                و حين تُطِلُّ القهوة بعبق بُنِِّهَا الأصيل، وتُجالِس المرأةَ و الكتابَ، تُولَدُ حياة أخرى، حياة ليست تلك الّتي يعرفها الجميع...عالمٌ سرمديٌّ على الرّجل أن يفقه لغته قبل أن يُحاول أن تَطَأَهُ قَدَمَاهُ.....                      

___________________________[[ليلى كافي/تونس]]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشاعرة عائشة نعمان

 على قارعة الغياب... يأسرني حنيني ووجدي تائهة بين يومي  وأمسي ألملم خيوط ذكرياتي في دجى الليل  و السبات أرسمك في لوحاتي و على السطور  أضع أجمل العبارات تتساقط حروفي  زخات عشق تروي عطش أوراقي في ليالي اغترابي كم شيدت قصورا  من الأحلام و من نور عينيك ينبثق الفجر تشقشق نوارس قلبي تمتص رحيق عشقي  الساري في الشريان و من خيوط الشمس أصنع جسرا  للأمل عل نسيم كلماتي  يحط رحاله  على أنفاسك فيغريك عطري تأتي لمداري فيعانق نبضك نبضي ماذا لو يتوقف نبضك؟ وتحدث معجزة فيشحنه نبضي و أصير لك كل الحياة معا نصنع الربيع نحتضن أحلامنا لن تخذلنا أحاسيسنا تزهر أيامنا و يبتسم القدر لنا.....     عائشة نعمان

الشاعر ضو بن صالح

عصيان القلم قد آن الأوان لأطلق لقلمي العنان طلبت منه كتابة قصيدة قصيدتان اكتب أكتب يا قلمي شعرا مشحونا عشقا جنون وحنان ارسم يا قلمي زهرتان زهرة جوري أو اقحوان ارسم مليون زهره ارسم بستان ارسم طفلة صغيرة تمرح على رمال الشطآن تبنى قصرا تبنى صورا تبنى ملعب صولحان وببسمة بريئة وقهقهة وباقدامها الصغيرة تحطم كل البنيان ارسم ارسم يا قلمي فتاة ريفية باقدام حافية وعيون حالمة ووجه كأنه قمر الزمان تحصد قمحا... تجمع حطبا ترعى غنما وكل ما تصبو اليه مداعبة الخرفان ارسم يا قلمي ارسم لما هذا التيه واللف و الدوران ولكن أعلن قلمي العصيان متمردا.... متوحشا معلنا رسمه لوحتان لوحة تشقق جدار امتى ولم تكن في الحسبان تشقق.. شقوق... شقاق انشقاق.... عناق... نفاق وزيادة ونقصان سارسم حدودكم الوهمية محمية بدبابات وطيران محمية بجيوش غاصبة روس...طليان... المان صنعوها.... رسموها كي يصبح وطني كمشة اوطان حدود وهمية مبنية من الاسفنج والدخان سارسم يا هذا سارسم عطرا احمرا مرشوش على الحيطان سارسم ازيز الرصاص الذي لا يبقي اي جبان عفوا قد اصمت لحظة للتبين والتبيان اني أرى الأمواج زاحفة من كل صوب ومكان واني لاسمع اهازيج تتردد ...

(قصيدة بعنوان اشتقت اليك يا أمى) شعر /احمد على محمد فضل

 (قصيدة بعنوان اشتقت اليك يا أمى)  شعر /احمد على محمد فضل  معلم خبير لغةانجليزيه الاقصر مصر  اشتقت اليك ياامى  حبا فى القلب وفى دمى  رقةقلب غابت عنى صوتا عذبا يسكن اذنى دعوة فجر تحفظنى بركة رزق تسعدنى شوق وحنين ارهقنى  دمع وانين مزقنى كرم من ربى فارقنى رحلت من كانت فى قلبى نورا وضياء لعينى روحا وحياه لجسدى سندا ومعينا فى همى  أنا لا ارثيكى بل ارثى نفسي اشتقت اليك ياامى اشتقت اليك ياامى بقلم الشاعراحمد على محمد فضل معلم خبير لغة انجليزية الاقصر مصر اسألكم الدعاء لها ولموتى المسلمين جميعا بالرحمة والمغفرة