رحم الله أبا الطيّب المتنبي سيّد الشعر العربي عبر العصور. يظلّ بيته عالقاً بمشاعري:
لكِ يا منازل في القلوب منازلُ
أقْفَرْتِ أنتِ وهنّ مِنكِ أواهلُ
حاولت ان أنسج على منواله واين أرضي من سمائه؟ فقلت:
لك يا منازل
" لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازِلُ"
ذكراكِ تعصفُ و هْيَ شُغلي الشّاغِلُ
لم أنْسَ آخِرَ لحظةٍ لفِراقِنا
فالعقلُ طارَ أسىً و قلبي راحلُ
أُوّاهِ لا تُنْسى سُوَيعاتٌ مضَتْ
و أنا و داري في الوداعِ ثَواكِلُ
و جنودُهُم مثلَ الصّواعقِ أبرقتْ
بالشّرّ تُنْذِرُ مَن هناكَ تُقابِلُ
قتلٌ و أسرٌ شرَّدونا و النّوى
باتَ الطّريقَ و كم تدُقُّ نوازِلُ
و نزحْتُ عَن أرضي و ما فارقْتُها
و حملْتُ أطيافاً و هنَّ ذواهِلُ
و العينُ ما جفّتْ مسارِبُ دمْعِها
مُذْ رُحْتُ عنكِ و ذي العيونُ هواطِلُ
هبّ الحنينُ و قد تعالى مَوْجُهُ
و بكلِّ أسلحةِ الغِيابِ يُقاتِلُ
لي إخوةٌ في الدّارِ كيفَ أزورُهُم
سدٌّ منَ الحُرّاسِ دوني حائلُ
لأشمَّ ريحَكَ يا أبي فارقْتَني
و الجسْرُ عاقَ و ذا الجدارُ الفاصِلُ
يا دارُ لو حُمَّ القضا بِمَنِيَّتي
و الأرضُ يغصِبُها الدّخيلُ السّافِلُ
هاتوا أيا أهلي تُراباً لي هُنا
حتّى أروحَ و في العُيونِ منازِلُ
تعليقات
إرسال تعليق