بصّـــــارة
نظرتْ بفنجـــــاني لكيما تقــــرأَهْ
وتنهّدتْ , ودخانهــا مـــــلأ الرئهْ
قالت : أتعشق؟لم أُجبْ من حيرتي
ضحكتْ : وحزنكَ قلْ لنا من أنشـأهْ
مات الجواب على لساني فجــأةً
وخشيتُ من جرحٍ غفا , أن تنكأهْ
وكأنّها علمتْ بمــــــا أخفيتُــــــه
يا ويلتي من حدْسها , من أنبـأهْ ؟
وهربتُ من نفسي , مخافة نظرةٍ
فإذا بها تُـــــلقي إليَّ مفاجــــــأهْ
أتظــــنّ أنكَ تستطيع فراقهــــا ؟
لا يا بنيَّ , فحبّها لن تـــــــدرأهْ
ستظل مفتوناً , تلاحق طيفهــــا
أبداً , وحظّكَ في الهوى ما أسوأهْ
لا تبكِ من ظلم الحبيب , لطالمــا
جار الهـوى , فعيون قلبكَ مُطفأهْ
في بحــرها تاهت قـواربكَ التي
أرسلتَها , والقلب ضيّع مرفـــــأهْ
ستعيش في حلُمٍ , وتصحو فجــأةً
وتموت آلافاً , لتنسى مبــــــــدأهْ
قــــدرٌ بأن تبقى شــــــتاءً عاريـاً
كي تشعل القلب المولّه مدفــــأهْ
هو حظّكَ المذكور في كتب الهوى
تبقى , وروحكَ بالغـرام مجـــــزّأهْ
أسفي عليكَ , وما بوسعكَ حيلةٌ
فالقلب لن ينسى الذي قد هنّأهْ
نهراً من الأحزان تجري هائمـــــاً
وضفاف عمركَ بالحنين معبّـــــأهْ
وأردتُ أسألها , وقد ثار الجـــوى
أتحبّني ؟ والصوت يخرج تأتـأهْ
قالت : فديتـــكَ يا بنيَّ , لأنــّــه
ستحبّكَ امـرأةٌ , وتقتلكَ أمـــرأهْ
عبد الكريم سيفو _ سوريا
تعليقات
إرسال تعليق