أنبكي الأمس أم نبكي افتراقا .. الشاعر الأديب جهاد إبراهيم درويش

 بسم الله الرحمن الرحيم

بغــــــــــــــداد

..

بحر الوافر

***********************

أنبكي الأمس أم نبكي افتراقا ** ونذرف ماء مهجتنا مراقا

..

أنبكي كيف كنا كيف صرنا ** ونذري الدمع كم همنا اشتياقا

..

ونسأل عن زمان العز ولى ** فدى قدس أنلحقها عراقا

..

أيا بغداد حاضرة الأماني ** وقد كنت السنا طرت اعتناقا

..

أيا من كنت للأمجاد حضنا ** وكنت أرومة تسمو اغتباقا

..

أيا بغداد من أرعبت روما ** ومن حط الرشيد بها رُواقا

..

ومن جندت نحو النصر جيشا ** ولبيت الندا .. جئت إتفاقا

..

على صرخات معتصمٍ تلبي  ** أجبتٍ صريخة أطلقتِ ساقا

..

فأرعبت العدا بزحوف حق ** وأثلجت الدنا نهضت عناقا

..

أيا  بغداد أين المجد ولى ** وأين جنودنا صدحت عتاقا

..

وهل عدنا كأندلسٍ غدونا ** ملوك طوائفٍ مٌلئت نفاقا

..

تولى مجدنا أُبنا حضيضا ** عدا هُبلٌ .. فأغرانا  رهاقا

..

تهدَّم مجد بغدادٍ وولى ** وعاث البغي زهرتها أراقا

..

أباح بها دماء الناس طرا ** وفوق سمائها جثم التصاقا

..

يروع أهلها في كلَّ حين ** ويصلي زهرها حمماً دهاقا

..

تغال الآمنين بكل دربٍ ** وتغتال السنا لم تُخْلِ طاقا

..

براعم كالربيع بقفر روضٍ ** صلتهم بأسها فقضوا إحتراقا

..

على آثارهم  حصدوا الأيامى ** تباروا بالأذى فهمى طباقا

..

وما تركوا أيا بغداد شيئا ** تأجج حقدهم يأبى انعتاقا

..

أغاروا نحو مدرسةٍ وحضنٍ ** وسدوا الأفق ما تركوا نطاقا

..

أعادونا أيا بغداد خلفا ** ومثل السور  ما ملوا انطباقا

..

وآلوا لا يفك الطوق عنا ** يخافون السنا يأتِي انطلاقا

..

أيا بغداد ذا قدرٌ  ويمضي ** سيمضي عاجلا مهما تراقى

..

وتبقين المدى بغداد حضنا ** يفي الأحرار دجلتك إستباقا

..

صلاة بالسلام على رسولٍ ** أبى  ظلماً  أتى  عدلاً  سلاقا

.

جهاد إبراهيم درويش

بغداد